حقوق العمال في الإسلام
لقد كرمَّ الإسلام العامل ورعاه وأعزه، وقنَّنَ لحقوقه لأول مرة منذ ولد آدم عليه السلام، بعد أن كـان العمل في كثير من البيئات والحضارات القديمة معناه الرق والتبعية، وفي البعض الآخر معناه المذلة والهوان. فجاء الإسلام وقرر للعمال حقوقهم الطبيعية كمواطنين من أفراد المجتمع، كما جاء بكثير من المبادئ لضمان حقوقهم كعمال؛ قاصداً بذلك إقامة العدالة الاجتماعية وتوفير الحياة الكريمة لهم ولأسرهم في حيـاتهم وبعد مماتهم. حتى أن الإسلام قدر قيمة العمل فنظرته له نظرة احترام وتمجيد، ورفع قيمته وربط كرامة الإنسان بـه، بل إن الإسلام جعله فريضة من فرائضه التي يثاب عليها الإنسان فهو مأمور به، والعمل في الإسلام عبادة إذن. حتى أن العامل الذي يصبح في سبيل قوته وقوت عياله، وفي سـبيل رفعة أمته وتحقيق الخير في المجتمع أفضل عند الله من المتعبد الذي يركن إلى العبـادة ويزهـد فـي العمل.