أهمية صلاة الضحى للمسلم الجديد

أهمية صلاة الضحى للمسلم الجديد

كتبه

أحمد الأمير

www.islamland.com 

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أرسل محمدا بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وفضّل صحابته ومنحهم فضلاً كبيراً، فصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه صلاة وسلاما متتابعا كثيرا.

أما بعد:

لقد منَّ الله عز وجل على المؤمنين بنعم كثيرة، فقد دلهم على سبيل الهدى والرشاد وتحصيل الأجر والثواب، ودلهم على صراطه المستقيم الذي يوصلهم لأبواب الجنة والنعيم، ودلهم على عبادته والتقرب إليه بالفرائض والنوافل، فهو ليس بمعزل عن البشرية كما يدعى بعض الملحدين أنه خلق الخلق ثم تركهم ولم يدلهم عليه ولم يُعرّفهم به -معاذ الله-، بل هو أقرب إلينا من حبل الوريد، يقول الله عز وجل: " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) " سورة ق الآية ١٦.

ويقول النبيُ صلى الله عليه وسلم: " يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: أنا عند ظنِّ عبدي بي[1]. وأنا معه حين يذكُرني. إن ذكرني[2] في نفسِه ذكرتُه في نفسي. وإن ذكَرني في ملإٍ[3]، ذكرتُه في ملإٍ[4] هم خيرٌ منهم. وإن تقرَّب منِّي شبرًا، تقرَّبتُ إليه ذراعًا[5]. وإن تقرَّب إليَّ ذراعًا، تقرَّبتُ منه باعًا[6]. وإن أتاني يمشي، أتيتُه هَرْولةً. " صحيح مسلم

ويقول صلى الله عليه وسلم: " إنَّ اللهَ قال: من عادَى لي وليًّا[7] فقد آذنتُه[8] بالحربِ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه[9]، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه: كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه، وما تردَّدتُ[10] عن شيءٍ أنا فاعلُه ترَدُّدي عن نفسِ المؤمنِ، يكرهُ الموتَ وأنا أكرهُ مُساءتَه. " صحيح البخاري

فهنيئا لمن اغتنم كل فرصة ليتقرب بها إلى الله عز وجل، لينعم بحماية الله والفوز بقربه ورضاه، ومن تلك الفرص التي دلنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلاة الضحى، فهي صلاة الأوابين. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يُحافِظُ على صَلاةِ الضُّحَى إلَّا أَوَّابٌ، وهيَ صلاةُ الأَوَّابينَ[11]. " السلسلة الصحيحة، إسناده حسن.

فاحرص أخي المسلم عليها، واغتنم الفرصة للحصول على ثوابها العظيم، وقد ذكرنا في هذا الكتيب تعريف بها وفضلها ووقتها وكيفية أدائها.

أسأل الله عز وجل أن يجعل هذا الكتيب نافعا وأن يهديني وإياك أخي المسلم لطريق رضاه وجنته ونعيمه.

المؤلف.،

الفصل الأول

مشروعية صلاة الضحى:

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: " دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيتي فصلَّى الضُّحى ثمانَ ركعاتٍ. " صحيح ابن حبان

روى أبو هريرة رضي الله عنه: " أوصاني خليلي[12] بثلاثٍ، لا أدعُهنَّ حتى أموتَ: صومُ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ[13]، وصلاةُ الضحى، ونومٌ على وِترٍ[14]. " صحيح البخاري

روت أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها: " أنه لما كان عام الفتحِ[15]، أتت رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو بأعلى مكةَ. قام رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى غُسلهِ، فسترتْ عليه فاطمةُ، ثم أخذ ثوبهُ فالتحفَ بهِ، ثم صلى ثمانِ ركَعاتٍ سُبْحةَ[16] الضحى. " صحيح مسلم

الفصل الثاني

فضل صلاة الضحى:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين[17]، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة، تامة، تامة. " صحيح الجامع

روى معاذ بن أنس الجهني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يسبح[18] ركعتي الضحى لا يقول إلا خيرا غفر له خطاياه وإن كانت أكثر من زبد[19] البحر. " سنن أبي داود، سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.

روى زيد بن أرقم رضي الله عنه: " خرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أهلِ قُباءَ وهم يصلُّون[20]. فقال "صلاةُ الأوَّابينَ[21] إذا رمَضَتِ الفِصالُ[22]". " صحيح مسلم

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يُحافِظُ على صَلاةِ الضُّحَى إلَّا أَوَّابٌ، وهيَ صلاةُ الأَوَّابينَ[23]. " السلسلة الصحيحة، إسناده حسن.

روى أبو ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يصبحُ على كلِّ سلامي[24] من أحدِكم صدقةٌ[25]. فكلُّ تسبيحةٍ[26] صدقةٌ. وكلُّ تحميدةٍ[27] صدقةٌ. وكلُّ تهليلةٍ[28] صدقةٌ. وكلُّ تكبيرةٍ[29] صدقةٌ. وأمرٌ بالمعروفِ صدقةٌ. ونهيٌ عن المنكرِ صدقةٌ. ويجزئُ[30]، من ذلك، ركعتان يركعُهما من الضحى[31]. " صحيح مسلم

روى بريدة بن حصيب الأسلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " في الإنسانِ ثلاثُ مِئةٍ وسِتُّونَ مَفصِلًا؛ فعليه أن يتصدَّقَ عن كلِّ مَفصِلٍ منه بصدَقةٍ، قالوا: ومَن يُطِيقُ ذلك يا نبيَّ اللهِ؟ قال: النُّخَاعةُ[32] في المسجِدِ تدفِنُها، والشَّيءُ[33] تُنحِّيهِ عن الطَّريقِ، فإنْ لم تجِدْ فركعَتا الضُّحَى تُجزِئُكَ. " سنن أبي داود، سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.

روى أبو أمامة الباهلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من خرج من بيتِه مُتطهِّرًا[34] إلى صلاةٍ مكتوبةٍ فأجرُه كأجرِ الحاجِّ المُحرمِ، ومن خرج إلى تسبيحِ[35] الضُّحى لا ينصِبُه إلا إياه[36] فأجرُه كأجرِ المُعتمرِ، وصلاةٌ على أَثرِ[37] صلاةٍ لا لغوَ[38] بينهما كتابٌ في عِلِّيِّينَ[39]. " سنن أبي داود، سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.

عن نعيم بن همار الغطفاني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ يا ابنَ آدمَ لاَ تعجزني من أربعِ رَكعاتٍ في أوَّلِ نَهارِكَ أَكفِكَ آخرَهُ. " صحيح أبي داود، وقد قال بعض أهل العلم أن المقصود بأربع ركعات هنا هي صلاةُ الضُّحَى، وقال آخرون أن المقصود صلاةُ الفجرِ؛ سُنَّتُه وفرْضُه. وقال بعض أهل العلم أن المقصود ب "أكْفِكَ آخِرَه"، أي أدفَعْ عنْكَ وأُرِحْكَ مِنْ هُمومِك وأمورِك الَّتي تُقلِقُك، وقال آخرون أي أدفع عنك مِنَ الذُّنوبِ والآفاتِ إلى آخِرِ النَّهارِ.

الفصل الثالث

وقت صلاة الضحى:

أول وقتها:

يبدأ وقت صلاة الضحى بعد طلوع الشمس وارتفاعها، وقد قدّره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بأنه بعد شروق الشمس بربع ساعة.

آخر وقتها:

ويمتد وقت صلاة الضحى إلى قبيل صلاة الظهر بعشر دقائق.

أفضل أوقاتها:

أفضل وقت لصلاة الضحى هو بعد اشتداد حر الشمس لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " صلاة الأوابين حين ترمض الفصال " رواه مسلم.

وقد قدّر العلماء هذا بنصف الوقت بين طلوع الشمس وصلاة الظهر.

الفصل الرابع

كيفية صلاة الضحى:

أقلها ركعتان، وأما أكثرها فلا حد له، يصلي الإنسان نشاطه[40]، على أن تكون تلك الصلاة مثنى مثنى، أي: ركعتين ركعتين، حيث لم يرد نص في تحديد أكثرها، لكن ثبت عنه عليه الصلاة والسلام، أنه صلى الضحى أربعاً، وقد يزيد على تلك الأربع ركعات، وثبت عنه أنه صلاها ثمان ركعات كما في فتح مكة.

ففي حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ... ويجزئُ، من ذلك، ركعتان يركعُهما من الضحى. " صحيح مسلم

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: " كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يصلي الضحى أربعًا. ويزيدُ ما شاء اللهُ. " صحيح مسلم

عن أنس بن مالك رضي الله عنه: " أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كان يصلِّي الضُّحى ستَّ ركعاتٍ. " صحيح الجامع.

روت أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها: " أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ الفتحِ صلَّى سُبحةَ[41] الضُّحى ثمانيَ ركعاتٍ يُسلِّمُ من كلِّ ركعتَينِ. " سنن أبي داود، سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.

الفهرس

المقدمة .................................................. ٣

الفصل الأول:

مشروعية صلاة الضحى ............................... ٦

الفصل الثاني:

فضل صلاة الضحى .................................... ٧

الفصل الثالث:

وقت صلاة الضحى ................................... ١١

الفصل الرابع:

كيفية صلاة الضحى .................................. ١٢

الفهرس ................................................ ١٤