تحليلات كيميائية مقارنة وتجارب سريرية لعلاج الإستسقاء بأبوال الإبل
من أبحاث المؤتمر العالمي السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بدولة الإمارات-دبي 1425هـ - 2004م
د. محمد أوهاج محمد
الملخص
بول الإبل العربية، وحيدة السنام يستخدم طبياً منذ قرون في أجزاء متفرقة من الدول العربية. يشرب في الغالب لعلاج الاستسقاء وبعض الأمراض الباطنية المستعصية كما يستعمل موضعياً لبعض الأمراض الجلدية وللشعر. أشار القرآن الكريم في سورة يس للاستعمال الطبي لأبوال الإبل في قوله (ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون) وأوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث العرنيين.
تهدف الدراسة الحالية لإجراء تحليلات مقارنة لأبوال الإبل بالإضافة إلى تجارب سريرية لعلاج الإستسقاء بأبوال الإبل. أجريت التجارب في مستشفى ود مدني التعليمي – السودان. وتم تشخيص 30 حالة من مرضى الاستسقاء Ascites بواسطة ثلاثة من اختصاصي الباطنية بعد إجراء الفحوصات (الدم لوظائف الكبد، وظائف الكلى، الهيموجلوبين، منظار الجهاز الهضمي والموجات فوق الصوتية) قبل وبعد الدراسة بإشراف إختصاصى علم أمراض. صنفت الأمراض المسببة للاستسقاء في الحالات أعلاه على النحو التالي: 14 فرط الضغط البابى بداء المنشقاتBilhazial Portal Hypertention بينما 8 الاستسقاء نتيجة لتليف (أو تشمع) الكبد والـ 8 الأخيرة تعانى من المسببين معاً. قسم المرضى ألى مجموعة دراسة 25 مريضاً) يتم علاجهم بجرعة يومية صباحية 150ml من بول الإبل ومجموعة عيارية (5 مرضى) عولجت بعقار الفروساميد Frusemide 40 mg injection مرتين يومياً لمدة أسبوعين لكل مجموعة. تم قياس محيط البطن، وزن المريض، حجم البول وعدد مرات الإسهال يومياً عند كل مريض طول فترة الدراسة.
من نتائج الدراسة الكيميائية وجد أن أبوال الإبل تتميز بالتركيز الأعلى في أغلب المكونات. أملاح البوتاسيوم، الماغنيسيوم، الكالسيوم، النحاس و الحديد بالإضافة إلى اليوريا، البروتين والكرياتينين في أبوال الإبل مرتفعة جدا بالمقارنة مع بول البشر. بينما أملاح الصوديوم، الزنك، الحامض البولى والكرياتين منخفضة نسبياً. من ناحية التجارب السريرية أظهرت كل من المعالجتين إنخفاضاً واضحاً في حجم الاستسقاء، بيد أن الانخفاض كان أسرع نسبياً في الحالات المعالجة بعقار الفروساميد المعروف بفعاليته الإدارية. وجد أن بول الإبل يعمل كمدرر بطئ ومسهل جيد. بول الإبل يوفر لمرضى الاستسقاء الأملاح الضرورية وبعض البروتينات خاصة الألبيومين. أربعة من المرضى في مجموعة الدراسة (16%) استمروا في استعمال أبوال الإبل لمدة شهرين. وكانت النتيجة أن تليف الكبد زال تماماً، حسب نتيجة الموجات فوق الصوتية، حيث رجعت الكبد لحالتها الطبيعية في الحجم، الملمس والوظائف حتى بعد متابعة المرضى لفترة مابين 9 إلى 18 شهراً.